إعادة صياغة ملامح القطاع المالي: الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح آفاقًا جديدة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إعادة صياغة ملامح القطاع المالي: الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح آفاقًا جديدة, اليوم الخميس 28 مارس 2024 12:59 مساءً

التاريخ: 28 مارس 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد شهدنا جميعًا التحول الجذري في كيفية تفاعلنا مع الخدمات المصرفية عبر الهاتف، حيث تحولت الأصوات الآلية من مصدر للإحباط إلى وسائل تواصل فعّالة تشبه إلى حد كبير التفاعل البشري. في الماضي، كان استخدام الصوت الآلي في القيام بإجراءات مثل تفعيل بطاقة الائتمان أو التحويلات المالية يثير استياء العملاء، مما يدفعهم للمطالبة بالتحدث مع موظف بشري. الآن، بفضل التقدم الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح هذا الصوت الآلي يتميز بدرجة عالية من الطبيعية والكفاءة، قادرًا على فهم المشكلات وتقديم حلول لها بسرعة فائقة. ويمثل هذا التطور نقطة تحول في قطاع الخدمات المالية، ليواكب أحدث الابتكارات التي تدفع بصناعة الذكاء الصناعي التوليدي نحو آفاق جديدة من الكفاءة والتميز.  

اليوم، أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في صناعة الخدمات المالية، مقدمًا مستويات غير مسبوقة من الكفاءة، والتخصيص، والفهم العميق لاحتياجات العملاء. فقد تطورت الروبوتات الحوارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي كانت في السابق مجرد أدوات للإجابة على الأسئلة الشائعة، الآن لتصبح أدوات ذكاء افتراضية مساعدة تفهم احتياجات العملاء بدقة، وتقدم توصيات شخصية، وتعالج الطلبات المعقدة بسلاسة. كما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة تلعب دورًا حيويًا في كشف الأنماط غير الطبيعية في المدفوعات، وهي قادرة كذلك على تمييز العمليات المشبوهة بشكل فوري، فضلًا عن دعم المؤسسات المالية في الحد من الخسائر وحماية عملائها من التهديدات المالية. بالإضافة إلى ذلك، أصبح النهج التقليدي الذي اعتمدته البنوك في خدمة العملاء، والذي كان يفتقر إلى التخصيص، الآن جزءًا من الماضي. على غرار الذكاء الاصطناعي، فهو يمكّن البنوك من تقديم مستويات خدمة مصممة خصيصًا لكل فئة من العملاء. ومع توقعات بأن تنفق البنوك حول العالم ما يزيد عن 31 مليار دولار على دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمتها القائمة بحلول عام 2025، ومن الواضح أن الابتكارات في هذا المجال لا تزال في بداياتها.

في قلب الثورة التكنولوجية الحديثة يقف الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي، رغم كونه في مراحله الناشئة كما يعتقد العديد من الخبراء، فقد تمكن بشكل سريع من ترسيخ مكانته كقوة رائدة في إعادة تشكيل قطاع الخدمات المالية، حيث أشار 43% من الخبراء في القطاع المالي العالمي إلى أن مؤسساتهم قد بدأت بالفعل في استغلال هذه التكنولوجيا. وما يزيد الأمر أهمية، أن (67%) من التنفيذيين الماليين على مستوى العالم يتوقعون زيادة استثماراتهم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكدين تخصيص ميزانيات مستقبلية لها. يُتوقع لهذا الاستثمار أن يولد تأثيرًا اقتصاديًا هائلاً، مع تقديرات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يضيف قيمة تتراوح بين 200 إلى 340 مليار دولار للقطاع البنكي العالمي، ما يمثل فرصة ذهبية لقادة الأعمال الطموحين لإعادة تعريف المشهد المالي.

تستثمر عدة مؤسسات رائدة بكثافة في قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ليس فقط لتجاوز التحديات الأساسية التي تواجهها، بل أيضًا لإثراء تجربة موظفيها وعملائها بشكل ملموس. مثلاً، يُمكّن بنك الإمارات دبي الوطني فرق تكنولوجيا المعلومات لديه من استخدام أداة مثل "Github Copilot X" المتقدمة لتعزيز مهاراتهم البرمجية. كما استعان البنك بأداتي "ChatGPT" و "Copilot من  Microsoft 365" لتعزيز كفاءة العمليات وتقديم تجارب عملاء شخصية ومتقدمة عبر أقسام متنوعة مثل التسويق، والقانون، والالتزام، والمخاطر ومراكز الاتصال بهدف تحسين كفاءة العمل وتقديم مستوى عالي من تجارب العملاء المُخصصة. ومن جانبه، يعمل بنك أبو ظبي الأول على قيادة مشاريع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحليلات المتقدمة عبر إنشاء مركز تميز مخصص، حيث يهدف هذا المركز إلى تحسين العمليات الداخلية وتوفير تجارب محسنة للعملاء، مع توقعات بتوسيع نطاق استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي لتشمل كافة جوانب العمليات داخل البنك.

في ظل التقدم المستمر للذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع الخدمات المالية، تقف مايكروسوفت في موقع فريد يمكنها من دعم المؤسسات المالية بكافة أحجامها لاستثمار أحدث الابتكارات في الذكاء الاصطناعي بفعالية. بفضل حلول أدوات الذكاء الصناعي من (AI Azure) و (Azure OpenAI)، تسعى مايكروسوفت إلى رفع مستويات التميز وتعزيز الابتكار. نقدم أيضًا أداة (Copilot for Finance) من مايكروسوفت في نسخته التجريبية العامة، والتي تهدف إلى تحويل طريقة عمل الفرق المالية، بطريقة تسمح لهم بالتركيز على أدوار استراتيجية أكثر أهمية بدلاً من الانغماس في المهام التشغيلية الروتينية. وتوفر الأداة الحديثة ميزات مبتكرة تساهم في رفع كفاءة المهنيين الماليين، من خلال تمكين تحليل الفروقات بلغة طبيعية، وإجراء مقارنات البيانات تلقائيًا، ودعم حل المشكلات لضمان صحة البيانات، وتحويل البيانات بملفات الأكسيل إلى مرئيات وتقارير معدة للعرض بكل سهولة، مع إمكانية مشاركتها بشكل مباشر عبر Outlook وTeams.

إن الذكاء الاصطناعي التوليدي، بإمكانياته الهائلة، يفتح أبوابًا لثورة واعدة في قطاع الخدمات المالية. على وجه التحديد، في المستقبل القريب، نحن على أعتاب استقبال ابتكارات مثيرة تضمن توفير سياسات تأمين شخصية بشكل دقيق لتتوافق مع احتياجات كل مستخدم بشكل فريد، إضافةً إلى تقارير خاصة بالأخبار المالية تُصاغ خصيصًا لتلائم تفضيلات المستخدمين بكل دقة. هذا كله، من خلال مساعد افتراضي ذكي، الذي لا يقتصر دوره على تزويد المستخدمين بالمعلومات فقط بل يمتد لمساعدتهم في اتخاذ قرارات تسعى لخفض المخاطر وزيادة القيمة. لقد شهدنا فجر عصر جديد في القطاع المالي، عصر يتميز بكونه مدفوعًا بالبيانات ومُصممًا خصيصًا لتلبية احتياجات كل فرد. بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي كعامل محفز، نتجه نحو تحقيق مستقبل في قطاع الخدمات المالية يتسم بالكفاءة العالية، والشمولية، والأمان.

بقلم/ أحمد الدندشي، رئيس شؤون المؤسسات التجارية لدى شركة مايكروسوفت في الإمارات العربية المتحدة

 

تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق