النصيحة والنقد

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تحمل الأسر الإماراتية مبادئ أصيلة لا تتغير مع مرور الزمن والانفتاح الذي تشهده البلاد، حيث إن لديها عادات وقيماً متوارثة عبر الأجيال تعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية، وأسلوب حياة، تغرس لدى أبناء الإمارات منذ الصغر. في هذه الزاوية، تسلط «الإمارات اليوم» الضوء على مفهوم «السنع» الإماراتي عن طريق سلسلة موضوعات بهدف ترسيخ هذه القيم، بالاعتماد على كتاب «السنع» من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك.


يحرص أبناء المجتمع الإماراتي على نُصح بعضهم بعضاً، وفق آداب وتعاليم معينة، ينص عليها السنع الإماراتي، ويسعى الآباء والأجداد إلى غرس سنع النصيحة لدى أبنائهم بطرق مختلفة، تسلط الضوء على اللباقة في الحديث، وتجنب اللوم والجدال، وإبداء النصيحة بطرق تحفظ للآخرين احترامهم.

«انصحه.. لا تِنقد عليه»

تتردد عبارة «انصحه.. لا تِنقد عليه» بين أبناء المجتمع الإماراتي، التي تنص على أهمية النصيحة وتجنب اللوم، أي أنه عند رؤية أحد الأشخاص يتعرض لحادث، فيجب ألا تحدثه إلا عن نفسه، فعلى سبيل المثال، إن أوصيت ابنك بألّا يسرع عند قيادة السيارة أو الدراجة، وقام الابن بالقيادة بسرعة، وحصل حادث بسبب ذلك، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن الأب هو أن يلقي باللوم على الابن بسبب سرعته، فقد يقال له: «ألم ننصحك بالقيادة بهدوء؟»، أو يقال له باللهجة المحلية: «ما قلت لك؟»، أو «أنا ما كلمتك؟»، إلا أن هذه العبارات لا تتماشى مع آداب النصيحة، بل فيها كثير من اللوم على الشخص الآخر، وهو ما ينهى عنه السنع الإماراتي، إذ يجب أن تقوم بنصحه بدلاً من لومه، ولا ينطبق ذلك على الابن فقط، بل يشمل كل الأشخاص الذين تود نصحهم، سواء كان شخصاً من أفراد الأسرة كالابن أو الأخ، أو حتى الصديق أو الخادم، إذ تجب مساعدتهم بالنصيحة أولاً.

الطريقة

في حال أراد الشخص أن ينتقد تصرفاً معيناً، فإن لهذا الأمر آداباً وطرقاً ينص عليها السنع الإماراتي، والتي تشمل الانتقاد بطريقة لبقة ومحترمة، بحيث لا تؤثر سلباً في الشخص الآخر، ومن ضمنها تجنب الدخول في جدال مع الآخرين، بل يجب التعبير عن انتقاد بعض الأمور بطريقة راقية ودبلوماسية، فعلى سبيل المثال إن كنت تقف مع أخيك في بيته، وقام بالتحدث مع السائق بطريقة غير لائقة، وأردت أن تنصحه بعدم التحدث بهذا الشكل، فمن السنع أن توصل هذه الفكرة وتوضح الخطأ بطريقة غير مباشرة، وتكون محترمة، ومنها أن تقوم بالاستئذان منه، فتقول: «برد عليك خلاف»، أو «برايك، انته خلص.. وانا برد»، بمعنى أنك ستذهب وستعود لاحقاً بعد أن ينتهي النقاش بينه وبين الآخر، وفي ذلك معنى للشخص الآخر بأن التصرف الذي قام به لم يعجبك، وبذلك سيراجع نفسه، ويعيد التفكير في التصرف الذي قام به خجلاً من الشخص الآخر، وذلك من الأساليب التي يستخدمها أبناء المجتمع الإماراتي لانتقاد بعض التصرفات.

• ثمة عبارات لا تتماشى مع آداب النصيحة، بل فيها كثير من اللوم على الشخص الآخر، وهو ما ينهى عنه السنع الإماراتي.

• الانتقاد يكون بطريقة لبقة ومحترمة، بحيث لا تؤثر سلباً في الشخص الآخر، ومن ضمنها تجنب الدخول في جدال.

تويتر

أخبار ذات صلة

0 تعليق